توسيع دائرة المعارف الشخصية
فبانتشار مواقع خدمات التواصل الاجتماعي مثل فايس بوك وتويتار، وبانتشار برامج الرسائل الفورية القصيرة مثل ويندوز لايف ماسينجر وياهو ماسينجر وجوجل توك وإيم، وبانتشار برامج الخدمات التليفونية بالصوت والصورة مثل سكايب وآي كول وفينتريلّو، صار الناس يعيشون في غرفة صغيرة بها آلاف النوافذ التي تطل على العالم بلغات مختلفة وأشكال متعددة ومتنوعة.
ولما كانت برامج قراءة الشاشة والإنترنت تدعم التعامل مع هذه الخدمات، وجد الكثيرون من المكفوفين بغيتهم فيها، فهي تسد حاجة الكفيف في التواصل الاجتماعي من غير حرج أو مشقة، فما عاد الكفيف بحاجة للخروج إلى النوادي والمتنزهات بقدر حاجته لاتصال بالإنترنت يدخل من خلاله إلى الغرف التي يجد فيها من التواصل الاجتماعي ما يصور له أنه قد خرج وزار كل مكان على وجه الأرض بمجرد استلام لوحة المفاتيح وسماعة الرأس. ةرفعت الإنترنت عنه الحرج في الخروج للشارع الذي يسبب له مشكلات نفسية واجتماعية لا قبل له بها، بل أنها باتت تمثل له وسيلة مسيرة أيضا للتسلية أثناء الجلوس في أي من الأماكن العامة، فبات ممكنا للكفيف أن يصطحب حاسبه الآلي المحمول معه في أي مكان وتبادل الرسائل والطرائف والغرام من خلال الإنترنت حتى وإن كان في المواصلات العامة. وهو الأمر الذي يرفع مستوى وعي المجتمع بقدراته عندما يشاهد وهو يدردش عبر الإنترنت ويمارس هواياته الاجتماعية والتسلية واللعب.
التسويق الإلكتروني
وهي مهنة ذات عائدات كبيرة وهائلة ويمكن إدارتها من المنزل باستخدام حاسب آلي وخط إنترنت، فبها يقوم الشخص بالتسويق للمنتجات والبضائع المختلفة عبر الإنترنت ويأخذ نسبة على المبيعات التي يتسبب في جلبها للمؤسسة المنتجة أو البائعة، لهذا فهي مهنة يسهل على أي كفيف، خاصة إن كان مجيدا للغة أجنبية (يا حبذا الإنجليزية)، وهذه المهنة إنما تشجع على تبني فكر المشروعات المنزلية المربحة التي تسعى بها الأسر لزيادة دخولها، وهي مهنة لا تحتاج من الكفيف إلا إتقان بعض مفرداتها السهلة للسعي لزيادة دخله ومن ثم العيش الكريم. وقد تتعدى هذه المهنة مجرد الوساطة لبيع المنتجات، وإنما قد تصل إلى الوكالة بالبيع أو الوكالة بالبيع والصيانة، وقد تحتاج بعض المؤسسات لبناء وتطوير مواقع جديدة لها على الإنترنت، ساعتها فقط، يمكن للكفيف البقاء في منزله وعنده من الاستثمارات العالمية ما يكفيه للعيش الذي يتمناه.
التعليم عن بعد
وهي خاصية رائعة من خصائص الإنترنت، إذ يستطيع أي شخص أن يلتحق بالمؤسسات العالمية والحصول على شهاداتها وتعليمها وحضور فصولها الدراسية، بغير حاجة لسفر أو تحمل مشقة من أي نوع، بل أنه في هذه الحالة يدخر ثمن تذكرة سفره في أداء أمر آخر. ومن فوائد التعليم عن بعد بالنسبة للكفيف، أنه يفتح له آفاق العلم والمعرفة والارتقاء بمستواه العلمي من غير مشقة بدنية أو تكلفة مالية باهظة، علاوة على درء مفاسد السفر وأخطاره بالنسبة له. فصار من الممكن الآن أن أخاطب جامعة أوكسفورد أو هارفارد وأحقق حلمي بالتعليم عن بعد والحصول على أرقى الشهادات العلمية بدون ضغط نفسي ومالي مرعب! وبمميزات التعليم المتطور والتفاعلي تبقى خاصية التعليم عن بعد في متناول الكفيف ما دامت توافقية البرامج المستعملة فيها تهتم بتوافقية محتواها واستخدامها، وفي هذا الشأن تضع كل دولة مجموعة من قوانين تصميم وتطوير مواقع الإنترنت تستهدف من خلالها سهولة تعامل ذوي الإعاقة معها، ومثال ذلك، المادة 508 من قانون ذوي الإعاقة الأمريكي التي تهتم بهاذ الجانب في الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكنك الرجوع لملخص معايير هذه المادة في قسم القوانين والتشريعات في موسوعتنا.
نشَرها لكم: وائل زكريا
ساحة النقاش