إنها لعبة كل مسافر، ولعبة كل ذكي، ولعبة كل كفيف! إنها الدومانا التي يقضي من خلالها الكثيرون أوقاتا مرحة وشيقة! فما هي الدومانا؟ وكيف نلعبها؟
نشأت لعبة الدومانا في الصين البعيدة في القرن الثاني عشر، وانتقلت إلى أوربا في القرن الثامن عشر لتجد طريقها بين كافة الأجناس والأعمار والفئات الاجتماعية في شتى بقاع الأرض، فهي لعبة ذكية لا تقف عند قواعد محددة وإنما تتسع لاستيعاب أي عقل مفكر. وتتألف اللعبة من 28 كارت حيث ينقسم كل كارت منها إلى شقين يفصلهما خط تتوسطه نحاسة صغيرة، وكل شق في أي كارت يحتوي على رقم من 1 إلى 6 أو قد لا يحتوي على شيء، لهذا يعد أقل الكروت قيمة كارت ال"بلاطة" الذي لا يحتوي على أي أرقام في كلا شقيه، وأعلى الكروت قيمة كارت ال"دُش" الذي يحتوي على رقم 6 في كل من شقيه، ومن المعروف عند لاعبي الدومانا أن الكارت الذي يحتوي شقيه على نفس القيمة يسمى "بَفّة" فالكارت الذي يحتوي على رقم 1 في كل من شقيه عبارة عن "بَفّة" والكارت الذي يحتوي على رقم 2 في كل من شقيه فإنه يسمى "بَفّة" أيضا، وهكذا.
ولعبة الدومانا عبارة عن لعبة جماعية أقل مبارياتها تشتمل على شخصين، كلاهما خصم للآخر، وربما يلعب 4 أفراد في مباراة واحدة، حسب نوع اللعبة المتفق عليها منذ بداية اللعب، كما يتحدد رقم الفوز النهائي قبل بداية اللعبة وهو غالبا ما يكون رقم 101، الذي يصل إليه الفائز بعد عدة أشواط من اللعب. أما عن النحاسة الصغيرة الموجودة في كل كارت من كروت الدومانا فإنها تساعد على تقليب كروت الدومانا الملقاة على وجوهها قبل بداية اللعب لضمان تغيير مواقع الكروت حتى لا ينفرد لاعب معين بكروت استراتيجية معينة.
عند بداية اللعبة، يختار كل لاعب 7 كروت أو 14 كارت حسب نوع اللعبة، ثم يتم اختيار الرامي الأول بقرعة أو حسب من يمتلك بفة ذات قيمة أكبر من خصمه، وتوضع البفات على لوحة اللعب بشكل رأسي بينما توضع الكروت العادية بشكل أفقي، ومن المعروف أن للعبة طرفان أو أربعة أطراف يتبادل اللاعبين فيها الإدلاء بالكروت المناسبة تباعا، فإن كان الطرفان 5:4 فعلى اللاعب أن يختار من بين كروته أي من القيم المذكورة، أو أن يلجأ إلى استلاف كروت أخرى من الكروت الاحتياطية في حالة وجودها، ثم تنتهي اللعبة بإدلاء أحد اللاعبين بآخر كارت لديه، وعندها يصيح: "دومانا" أو أن تنتهي اللعبة بالتعليق أو القفل، وهي الحالة التي لا يجد فيها كل اللاعبين الكارت المناسب للإدلاء به في مكانه، وفي كل من الحالتين يبقى الشخص الذي أدلى بآخر كارت أو الشخص الذي لديه عدد نقاط أقل في كروته المتبقية فائزا.
وتعد هذه اللعبة مسلية للغاية بالنسبة للأطفال المكفوفين، فهي ليست لعبة خاصة بهم وإنما شائعة الاستخدام بين كافة البشر ومع ذلك فإنها لا تحتاج للبصر بشكل رئيسي، إذ يمكن للكفيف عد النقاط أو الثقوب الموجودة على كل شق في كل كارت من كروتها، لذلك فهي لعبة المكفوفين الأولى.
نشَرها لكم: وائل زكريا
ساحة النقاش