من المهن التي يظن الكثيرون أنها تعتمد على النظر بشكل رئيسي، ولا بد لصاحبها أن يتمتع بذوق رفيع مهنة الحِلاقة (قَص الشعر والتزيين) فهي لا تحتاج إلى مهارة الذوق فحسب وإنما تعتمد على دقة بالغة وقدرة فائقة على استعمال أدوات حادة مثل المقص والموس، فهي آلات يجب على الحلاق استعمالها من أجل قَص الشعر وتسويته من غير إصابة رأس الزبون أو تشويه وجهه. علك قارئي العزيز توقعت السؤال الذي سأطرحه عليك آنفا، هل يستطيع كفيف أن يعمل حلاقا؟ وهل سيثق به الناس والمارة في الطرقات؟ وهل سيأمن أي متردد عليه على حسن مظهره؟ هل يجب ألا يصاب أي أحد ولو من قبيل الصدفة بأذى وإلا ألقي باللوم على كف بصره؟ أسئلة ردودها عند حلاق كفيف يدعى جيم، ويعيش في ولاية ميتشجين الأمريكية، فهو يمارس مهنة الحِلاقة منذ أربعة عقود، ولم يتخلى عنها حتى بعد أن صار لا يرى من رأس الزبون إلا ضبابا نظرا لانفصال في الشبكية ومجموعة من الأمراض في عينيه مما دفعه للعمل في هذه المهنة كفيفا منذ أكثر من 20 عاما! إنه جيم الحلاق الوحيد الذي يستطيع أن يعمل ولو في انقطاع التيار الكهربي في الولاية بأثرها.
تقرير بالصوت والصورة من موقع (youtube.com) عن الحلاق الكفيف جيم.
نشَرها لكم: وائل زكريا
ساحة النقاش