تعد مطابع خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، أكبر مطابع عربية بالخط البارز (برايل) لخدمة المكفوفين حول العالم، وتتشرف هذه المطابع بطباعة كتاب الله الكريم بطريقة برايل لكي تمنحه مجانا لأي كفيف يجيد العربية بالخط البارز في أي بقعة من بقاع الأرض، وإن كان شرف طباعة المصحف الشريف كافيا لتكريم هذه المطابع والثاناء عليها وعلى مؤسسها، إلا أنها كذلك تبث شعاع النور والمعرفة بطريقة برايل عن طريق طباعة أمهات الكتب التراثية العربية والدوريات والمجلات والكتب التي يحتاجها المكفوفون. ومطابع خادم الحرمين الشريفين منحة سخية أسسها ويتبناها ماليا ومعنويا جلالة الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين بنفسه، وتتولى الإشراف عليها الأمانة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم السعودية.
ويذكر أن هذه المطابع تعمل بأحدث التقنيات الحاسوبية في مجال طباعة الخط البارز للمكفوفين، فمراحل الطباعة فيها تبدأ بمسح الكتب ضوئيا من خلال الماسح الضوئي لكي يتم إدخال متحوى الصفحات المطبوعة إلى الحاسوب، ثم يتم تنسيق المحتوى المحوسب، ثم يقوم أحد المكفوفون بمراجعتها وتدقيقها إملائيا من خلال سطر إلكتروني بارز، وبعد ذلك يكون القرار بطباعتها، فإن كانت المطلوبة نسخة واحدة للطباعة فتتم طباعتها مباشرة بإرسالها بأمر حاسوبي إلى الطباعة الخاصة بالطباعة على الورق المثقول، وأما إن كانت النسخ المطلوبة تزيد عن الواحدة فتتم طباعتها على لوحات من الزنك طبعة واحدة ثم إجراء مراجعة أخيرة تسمى المراجعة الزنكية ثم كبس الورق المثقول عليها لإنتاج الخط البارز، وهذا إنما يحفظ آلة الطباعة ويسمح بإنتاج كم هائل من المطبوعات البارزة، وبعد ذلك يتم ثني أفرخ الورق المطبوعة ومراجعة مسلسل ترقيم صفحاتها.
وإليك بيان ما تقدم بالصوت والصورة من خلال عرض
الجزء الأول - منشور على موقع (youtube.com) الذي يعرض لك مراحل الطباعة البارزة.
وبعد ذلك يتم جمع الصفحات المطبوعة وترتيبها ثم تدبيسها إن كانت صغيرة الحجم أو تخييطها إن كانت ضخمة الحجم، وبالنسبة للكتب الضخمة يتم تغريتها بعد الخيط لضمان متانتها، وبعد ذلك يكون التغليف بكعب سُفلِي يحفظ الورق والغلاف الخارجي للكتاب، ثم يتم نقل الكتب المطبوعة بعد مراجعة جودتها إلى مستودع تخزين الكتب حيث يتم وضعها في طرودها البريدية. وهذا ما ستتعرف عليه بالصوت والصورة في
الجزء الثاني - منشور على موقع (youtube.com)
وبعد تجهيز الطرود البريدية التي تحمل المصاحف والكتب والمجلات والنشرات الفصلية للأطفال والتقويم الهجري، يتم تسليمها إما لمكاتب البريد المعنية لتوزيعها في أنحاء الممكلة العربية السعودية، أو تسليمها لإدارة طرود المطار لتطير إلى أي بقعة من بقاع الأرض حاملة مشاعل النور والمعرفة لكل كفيف من غير كلفة ولا مشقة. وكما قام جلالة الملك بتجهيز وتبني مطابع خادم الحرمين الشريفين بالمدينة المنورة لطباعة المصحف بالخط العادي للمبصرين، قام جلالته بتبني هذا الصرح الهائل بالرياض لطباعة المصحف الشريف بالخط البارز للمكفوفين لكي يتمم رسالة عظيمة تمثل فهمه العميق لمبدأ الصدقة الجارية التي تبقى أبدا في ميزان حسناته. وهذا هو
الجزء الثالث والأخير - منشور على موقع (youtube.com) الذي يعرض للمراحل سالفة الذكر، ونسأل الله أن يجزيه الله خير الجزء.
نشَرها لكم: وائل زكريا
ساحة النقاش