قالوا: "الوقت كالسيف: إن لم تقطعه قطعك" فليس هناك أنفع لك من حسن تنظيم الوقت، فلماذا لا تقرأ بقية هذا المقال؟ علك تشعر بشيئ من القدرة على حسن تنظيم شئونك الخاصة، فحُسن تنظيم شئونك هو السبيل لجعل الوقت حليفك بدلاً من أن يغدو عدو لك. لله در الشاعر:
فلا ينقضي يوم أي منا إلا بانقضاء أربعةٌ وعشرون ساعة، منا من يستثمرها ومنا من يضيعها. ألم تفكر يوما لماذا ينتهي يومك وقد غدوت محبطا أو غضبان أسفا، أو تخفق في إنجاز عملك أو تشعر بتفلت قوة الإرادة لديك؟ هذا قد ينتج عن عدم استثمارك لوقتك بشكل أنسب مما أنت عليه الآن، وقد يضيع وقتك سُدَى عندما تشعر بأن استثمار وقتك بحكمة يمثل مشكلة بالنسبة لك، وأن ليس لديك أي فكرة جيدة تقضي وقتك فيها.
بادر بتتبع أسْلوبك الحالي في استثمار وقتك، وقم بالاسترشاد بجدول أسبوعي منظم للوقت، وراقِب طرق استثمارك للوقت في أوقات استيقاظك لمدة أسبوع، فستستفيد أيما استفادة من ذلك! ثم اختر الكثير من هذه الجداول الأسبوعية للاسترشاد بها أسبوعيا، ولا تنسى تخطيطها بشكل مناسب لأهدافك. فستكتشف،، على سبيل المثال، أنه إذا ما قضيت سبعة ساعات في النوم ليلاً، يكون لديك 119 ساعة في كل أسبوع تفعل فيها ما تريد كمثل الذهاب إلى الفصل الدراسي، وتناول وجبات الطعام، وممارسة الألعاب الرياضية وأداء بعض الأنشطة الاجتماعية والعناية الشخصية، ناهيك عن الوقت المنصرم في المواصلات العامة، والاستذكار وأنشطة التنظيمات الطلابية، والمكالمات الهاتفية ومشاهدة التلفاز والاستماع للإذاعة وغيرها، فتأكد من جَدوَلة الوقت اللازم لتأدية هذه الأشياء الدورية خلال ال 119 ساعة الخاصة بك على مدار كل أسبوع. ثم حاول الالتزام بجَدوَلك لمدة أسبوع فستستنبط لنفسك فكرة كاملة عن أولوياتك الحقيقية.
أما إذا ما شعرت باضطراب ما فانتبه جيدًا، فهناك لِص ما سيسعى دأبا لانتهاز هذه الفرصة وسيراوغك كلما هربت منه يمنة أو يسرة، هذا اللص الانتهازي يطلق عليه اسم: "المماطلة" فالمماطلة تتشكل بأشكال كثيرة، من بين أشكالها الشائعة قولك:
"لن يؤدي التأخير يوما واحدا إلى أي مشكلة، سأؤجل هذا العمل إلى الغد"
"لن أبالي كثيرا إن تأخرت بضع دقائق فعلى أي حال لا يصل أحد في موعده"
"لن أستطيع البدء في هذا البحث إلا بعد أن أحدد كيف ستبدو الفقرة الأولى منه"
"لا أؤدي عملي على الوجه الأكمل إلا إن كنت تحت ضغط"
"سأستمر في مشاهدة التليفزيون ربع ساعة أخرى فحسب"
نشَرها لكم: وائل زكريا
ساحة النقاش