ماذا يقصد بضعف البصر؟
يوصف شخص ما بضعف البصر عندما يجد مشقة أو صعوبة في أداء الأعمال اليومية حتى إن كان يستخدم النظارات العادية أو العدسات اللاسقة أو برغم المواظبة على العقاقير الطبية أو بعد التدخل الجراحي إذ أن أداء الأعمال اليومية مثل قراءة الرسائل البريدية أو التسوق أو طهي الطعام أو مشاهدة التلفاز أو الكتابة تعتبر محكا رئيسيا لقياس مدى القدرة على رؤية الأشياء والتعامل معها. وعلى الرغم من انتشار ضعف البصر في كافة بلدان العالم وعلى الرغم من انتشاره بين كافة المراحل السنية إلا أن النسبة الغالبة فيمن يعانون من ضعف البصر تزداد بتقدم السن خاصة فيما بعد عمر 65 عامًا.
هل ضعف البصر ليس إلا علامة على تقدم العمر؟
بالطبع لا. فبرغم حدوث تغييرات طبيعية في أجزاء العين واختلاف لمدى رؤيتها بتقدم المرحلة العمرية، إلا أن هذه التغيرات لا تقود إلى ضعف بصر حقيقي، فأغلب حالات ضعف البصر تنتج عن بعض الأمراض والظروف الصحية مثل الضمور البقعي الشبكي المرتبط بتقدم السن، والمياه البيضاء، والمياه الزرقاء، والسكر، كما ينتج ضعف البصر عند البعض بسببإصابات مباشرة في العين أو بسبب صفات خلقية مصاحبة للميلاد، وبرغم عدم احتمالية استرجاع البصر المتسرب، يبقى ضعاف البصر قادرين على أداء أغلب مهامهم اليومية وإن تكبدوا بعض المشاق لذلك. وما من شك في أن الطبيب المتابع لحالتك البصرية هو القادر على تحديد الفارق ما بين بعض الإخفاقات البصرية بسبب تقدم العمر وبين الأمراض البصرية التي قد تعاني منها.
كيف تكتشف أنك تعاني من ضعف في البصر؟
هناك مجموعة من السمات المميزة لضعف البصر، فهل أنت تعاني من أي من المشكلات التالية برغم لزومك للنظارة العادية؟
· مواجهة صعوبة في التحقق من وجه الأقارب أو الأصدقائ المقربين!
· الاقتراب من بعض الأشياء بشكل ملفت لاستطاعة أدائها مثل القراءة أو طهي الطعام أو الحياكة أو إصلاح بعض الأشياء بالمنزل!
· مواجهة صعوبة في انتقاء الملابس والتوفيق ما بين ألوانها!
· نقل بعض الأعمال المكتبية للمنزل بغرض التحكم في مستوى إضاءة أفضل من الموجود في المكتب!
· مواجهة صعوبة في التحقق من لافتات الشوارع وأرقام الأتوبيسات وأسماء المحال التجارية!
فمثل هذه العلامات تشكل سمات مبكرة لأمراض في العين، لذلك كلما تم تناول تلك المشكلات بشكل صحيح ومبكر كلما ازدادت فرص العلاج والمحافظة على ما تبقى من قدرة على الإبصار.
متى يجب أن تقوم بالمواظبة على إجراء فحص العين؟
يجب عليك الالتزام بالفحص الدوري للعين واعتبار ذلك من ممرسات الحفاظ على صحتك، بل أنه تتحتم عليك عيادة الطبيب المختص بحالة عينك فور ملاحظة أي تغير طارئ عليها أو على نشاطها البصري.
ماذا تفعل إن تثبتّ من أنك من ضعاف البصر فعلا؟
يتولى الكثيرون من ضعاف البصر مسئولياتهم بالبحث عن الأدوات الحياتية البديلة أو التعويضية أو الأدوات التي تعينهم على إنجاز مهامهم الحياتية بشكل استقلالي. وهنا يجب عليك التوجه لأي من مراكز التأهيل الاجتماعي المعنية بحالتك البصرية وعدم ادخار الجهد في الوصول لكافة الموارد التي تساعدك على العيش بشكل أفضل.
الحديث إلى الطبيب المعالج
من الضروري أن تتحدث مع الطبيب المعالج لحالتك بشفافية وصدق عن المشكلات التي تعاني منها بسبب ضعف بصرك، فلا تستحي أن تطلب المساعدة من طبيبك ولا تتردد في البحث عن الأماكن التي توفر لك الخدمات والأدوات التي تعينك على إنجاز أعمالك الحياتية. ولا تتردد في السعي لاقتناء الأدوات المساعدة التي تناسب حالتك، فكثير من ضعاف البصر يحتاج لأكثر من أداة بصرية معينة، فقد تحتاج لعدسة مكبرة لتقريب الأشياء وعدسة أخرى تلسكوبية لرؤية الأشياء البعيدة، وقد يحتاج بعض ضعاف البصر التأهيل الاجتماعي المناسب لكي يتمكنوا من التكيف مع محيطهم البيئي. ولا تتلكأ في أن تسعى جاهدا للتأهيل المناسب إذا ما أخبرك الطبيب المعالج بأن حالتك البصرية لن تتحسن عما هي عليه، فبرامج التأهيل تمدك بالكثير من الخبرات والخدمات مثل تقييم مستوى ضعف بصرك وعقد التدريبات المتخصصة لإكسابك القدرة على استخدام الأدوات والبرمجيات التعويضية، علاوة على تدريبك على مهارات التكيف مع محيطك البيئي والقدرة على أداء مهامك الحياتية بخبرات ضعاف البصر المماثلين لحالتك والدراسات العلمية الراسخة في هذا الإطار.
سل وتعلم
كن قوي الإرادة ولا تنسى أبدا أنك أنت أفضل معالج ومتابع حقيقي لصحتك، ولا تتردد يوما في أن تسأل وتتحقق وتتعلم المزيد خاصة إذا ما أخبرك طبيبك أن حالتك قد تسوء عما هي عليه في وقت لاحق، فمن الضروري أن تسأل عن مصادر للتأهيل الخاصة بحالتك واعلم أن هناك الكثير من المصادر الخاصة بهذا الشأن. ولا تنسى كتابة الأسئلة التي ستطرحها على طبيبك، وإن تعذر ذلك قم بتسجيلها على شريط كاسيت تقوم بعدها باصطحابه للطبيب. وثِقْ بأن برامج التأهيل البصري والأدوات التعويضية والتكنولوجيا المعينة تساعدك على التكيف مع فقد البصر وتمكنك من أداء نفس الأشياء التي كنت تقوم بأدائها قبل تردي حالتك البصرية. ولا تنسى أن بإمكانك تخطي كافة العقبات الحياتية بمجرد القدرة على استعمال الأدوات الخاصة بك.
أهم الأسئلة التي يجب عليك أن تسألها لطبيب العيون
· ما هي التغيرات المتوقعة لحالتي البصرية؟
· هل ستتردى قدرتي على الإبصار، وما مقدار ذلك؟
· هل استخدام النظارات العادية يحسن مستوى رؤيتي؟
· ما هي التدابير الطبية والإجراءات الجراحية الممكنة لحالتي؟
· ماذا عليّ أن أفعل للحفاظ على ما تبقى من قدرة على الإبصار؟
· هل يساعد النظام الغذائي أو التمرين البدني على تحسن حالتي؟
· لو أن حالتي لن تتحسن، فهل من الممكن أن تدلني على متخصص في التأهيل البصري؟
· أين الأماكن التي تقدم خدمات التأهيل والتقييم البصري؟
أهم الأسئلة التي يجب عليك أن تسألها لمسئول التأهيل البصري
· كيف أستمر في المواظبة على أداء مهامي الحياتية العادية؟
· هل ثمة موارد تعينني على الاستمرار في العطاء في وظيفتي؟
· هل ثمة أدوات خاصة من شأنها أن تعينني على أداء مهامي اليومية من قراءة أو طهي للطعام أو الحياكة أو إصلاح بعض الأشياء بالمنزل؟
· ما هي التدريبات والخدمات التي قد تعينني على أن أحيا حياة أفضل وأنعم بأمن وأمان في ظل ضعف بصري؟
· كيف أتعرف على الجمعيات والكيانات الداعمة التي تعينني على التكيف مع ضعف بصري؟
كتبه لكم: وائل زكريا
ساحة النقاش