الكفيف، وبكل بساطة وبدون مصطلحات، هو الشخص الذي لا يمكنه إدراك الموجودات المحيطة به باستخدام عينه المجردة. فقد يولد الإنسان كفيفا وقد يضعف بصره إلى أن يصل إلى كف البصر في مراحل عمرية تالية. وفي هذا المقال نستعرض سويا أهم الأبعاد التي تتعلق ببعض المصطلحات والأسباب والمعايير العلاجية المتصلة بالمكفوفين، على أن هذا المقال يعرض لوجهة النظر العلمية المحضة بغض النظر عن التنويعات الطبية التي قد توجد في المحافل المتخصصة.

يعرّف المتخصصون كف البصر على أنه عدم القدرة على الإدراك بالعين المجردة نظرا لقصور عضوي أو عَصبي، إذ قام العلماء المتخصصون بوضع طائفة من المقاييس الخاصة بتحديد المقدار المفقود من القدرة على الإبصار من أجل الوصول لتعريف دقيق لكف البصر.

فخلصوا إلى أن كف البصر الكلي هو عدم القدرة على رؤية الأشكال وعدم القدرة على رؤية الضوء. وغالبا ما تطلق كلمة "كفيف البصر" على الشخص الذي يعاني من قصور حاد في الإبصار حتى وإن كان لديه بقايا إبصار يدرك بها الاتجاه المنبعث منه الضوء أو يدرك النور من الظلام.

إلا أن السلطات التشريعية في بعض الأقطار لم تكتفِ بهذا التعريف بل عكفت على صياغة مواد قانونية تحدد من خلالها صفة "كفيف البصر" لأن هذا التعريف يترتب عليه العديد من الأمور الخاصة بأحقية ذوي الإعاقة البصرية للعناية بتوفير الأدوات والبرمجيات المعينة من خلال أنظمة التأمين الصحي الشامل وما إلى ذلك. ففي أمريكا الشمالية والقارة الأوربية تعد حدة الإبصار التي توازي أو تقل عن 6/60 علامة أساسية للتفريق ما بين كفيف البصر وغيره في القانون مما يعني أن الكفيف في هذه الحالة هو الشخص الذي يستطيع في أفضل رؤية له أن يرى كائن محدد من على بعد 6.1 متر بنفس نقاء رؤية شخص مبصر له من على بعد 61 مترا. وطبقا للتصنيف الإحصائي العالمي العاشر للأمراض والإصابات وأسباب الوفاة الذي قامت به منظمة الصحة العالمية، تعتبر حدة الإبصار التي تقل عن 6/18 وتوازي أو تزيد عن 3/60 مؤشرا لضعف البصر وليس لكف البصر الذي يقل عن هذه النسبة إلى أن يصل لعدم القدرة على رؤية الضوء أساسا، مع ملاحظة أن أي كفيف قد يدرك الضوء ما لم تكن هناك تلفيات في التكوين العضوي للعين. كما نشرت منظمة الصحة العالمية في عام 2004 مقالا يتضمن بعض الحقائق عن الإحصائيات التي قامت بها في عام 2002 إذ أقرت بوجود 161 مليون شخص في العالم يعاني من مشكلات بصرية ما بين كفيف وضعيف بصر مما يمثل 2.6% من سكان العالم! منهم 137 مليون ضعيف بصر فيما يوازي 2% من سكان العالم ومنهم 37 مليون كفيف فيما يوازي 0.6% من سكان العالم أيضًا.

أسباب كف البصر أو ضعفه

* الأمراض

فالأمراض وسوء التغذية للحوامل هي أولى وأهم أسباب كف الإبصار أو ضعفه، وطبقا لتقارير منظمة الصحة العالمية توجد خمسة أمراض أساسية تتسبب في كف الإبصار أو ضعفه ألا وهي:

المياه البيضاء (الكاتاراكتا) بنسبة 47.9%
المياه الزرقاء (الجلوكوما) بنسبة 12.3%
الضمور البقعي الشبكي المرتبط بتقدم اسن (AMD) بنسبة 8.7%
القرنية بنسبة 5.1%
اعتلال الشبكية بسبب مرض السكر بنسبة 4.8% (علاوة على وجود أمراض أخرى أقل تأثيرا).

ومن الحقائق الثابتة أن ضعاف البصر والمكفوفين في البلدان النامية يعانون من مشكلات بصرية بسبب الظروف الوقائية والتدابير العلاجية التي يفتقرون إليها، وأن الأطفال في المناطق الفقيرة في العالم يعانون من أمراض قد تصيبهم بكف البصر أو ضعفه أكثر من أقرانهم الذين

يعيشون في رخاء، ومع ذلك فإن كافة الأقاليم في العالم تشهد ارتفاع ملحوظ في كف البصر وضعفه ما بين كبار السن الذين يتجاوزون 60 عاما.

* الصفات الخِلقية والإصابات

فمن الناس من لم يكتمل نمو العصب البصري لديهم بشكل يؤدي الوظيفة المنوط بها، أو لم يكتمل لديهم نمو أي جزء حيوي من مكونات العين، كما أن الإصابات العضوية قد تنتج أحيانا عن إهمال في الحفاظ على العين أثناء تأدية العمل اليومي أو اليوم الدراسي بالنسبة للتلاميذ مما قد يودي بقدر كبير من البصر الذي كان الشخص يتمتع به نظرا لإصابة ما.

* الصفات الوراثية والجينية

كما يتسبب الإرث الصحي لبعض الصفات في إصابة الشخص بضعف البصر أو كف البصر في وقت مبكر من حياته أو في وقت متأخر منها، ومع التقدم في إرساء الخريطة الجينية البشرية من خلال مشروع الجينوم، اكتشف العلماء بعض الجينات المتسببة في ضعف البصر إلى درجة قد تصيب صاحبها بكف البصر، ولا ينتهي البحث العلمي في اكتشاف سبل الوقاية أو سبل المعالجة لهذه الحالات.

* السموم

ويتعرض بعض الناس لفقد البصر أو ضعفه كذلك بسبب التعرض للسموم الكيميائية نتيجة الأعمال الحربية أو نتيجة لتناول المشروبات الكحولية، ولهذا ينصح باتخاذ كافة التدابير الوقائية حيال هذه الأسباب.

* أعمال العنف والتعذيب

قد لا يخلو الأمر من ذكر بعض الأسباب السلوكية التي قد تودي بجزء من البصر أو تودي به بالكامل، فما من شك أننا نسمع بين وقت وآخر أن أحدهم فقأ عينه أو عينيه بسبب اضطراب نفسي أو سلوكي أو للهروب من مشكلة اجتماعية ما، وقد نجد أن بعض المؤسسات المعنية بالتهذيب والإصلاح عن طريق العقاب الشاق تقوم بتعذيب الناس حتى أن بعضهم يصاب بفقد البصر! ولهذذ يجب علينا الأخذ في الاعتبار كافة الأسباب التي تؤدي لفقد البصر حتى يتسنى لنا معالجة ما تيسر منها.

أما بالنسبة للعلاج فإنه يخضع لمجموعة من المعايير الطبية التي تتحدد حسب درجة أو حدة الإبصار ونوع المرض المتسبب في الإعاقة (إن وجد) علاوة على أن العلم الحديث يقوم حاليا بمحاولات لزرع معالجات إلكترونية وكاميرات دقيقة في العين مما يعين بعض المتعالجين على شيء ولو يسر من الرؤية.

وسائل التأقلم

 

أما بالنسبة لتأقلم المكفوفين وضعاف البصر مع ظروفهم فيقوم الكثيرين من المكفوفين وضعاف البصر بابتكار وسائل خاصة تعينهم على التكيف مع المحيط الذي يعيشون فيه، ومن الوسائل التي يلجأ إليها المكفوفون وضعاف البصر ما يلي:

•استخدام الحاسبات الآلية والتليفونات المحمولة عن طريق البرمجيات المعينة مثل برامج قراءة الشاشة وبرامج قراءة المستندات وتصفح الإنترنت.
•تبني علامات ملموسة في العملات البنكية حتى يتمكن الكفيف من معرفة فئة البنكنوت التي يتعامل بها فاليورو والجنيه الإسترليني والكرونة النرويجية تختلف أحجامها باختلاف قيمتها المالية بينما يلجأ المكفوفون في بعض البلدان الأخرى للمطالبة بوجود خط بارز (قد لا يكون الخط البارز التقليدي برايل) بشكل مطبوع على العملة حتى يتمكن الكفيف من تداولها.

•وضع الشرائط اللاصقة بتسميات الأشياء على المقتنيات الشخصية بالخط البارز.
•وضع الأطعمة بشكل منظم على الموائد من أجل التعرف عليها من غير حاجة للمسها باستمرار.
•وضع علامات بارزة على الأدوات المنزلية للتمكن من التعامل معها مثل التعامل مع مكواة الملابس والثلاجة وغيرها.

وفي المقالات التالية نتعرف على المزيد من الأنشطة والمهارات التي يمكن للمكفوفين أداءها مع ضرب أمثلة النجاح في هذه المجالات الحيوية.

  • Currently 527/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
173 تصويتات / 54137 مشاهدة
نشرت فى 11 إبريل 2009 بواسطة blindplus

ساحة النقاش

azeatyre

الكفيف يستطيع أن يرى بطريقة تختلف عن الإنسان المبصر، فرؤيته تكون عقلانية. ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الشخص الذي يملك شيء بسيط من الرؤيا، عليه أن يستغلها، ولكن بطريقة سليمة، بحيث لا ترهق عينيه. لأنه إذا لم ينميها يصبح الشخص كفيف بصرياً و اجتماعيا.
وأما أحدث طريقة و أفضلها للعناية بالكفيف صغير السن فهي الطريقة المعروفة باسم " محطة التشخيص المبكر".

عدد زيارات الموقع

935,961