اقتناء آلاف الكتب والموسوعات والمعاجم والدوريات الإلكترونية

لكم كانت كل ورقة يشتريها طلاب العلم والباحثون تحمِّل صاحبها عبئا ماليا كبيرا، لكي يستقِي منها معلومة أو فكرة أو لا هذا ولا ذاك، وكان الأمر بالنسبة للكفيف لا يقف عند الكلفة المالية لشراء الكتب فحسب، ولكن كانت التكلفة ابتداءً تتمثل في استأجار مرافق (وهو أمر مكلف) ثم شراء الكتاب (وهو أمر مكلف أيضا) ثم تحمل عبء تكلفة قراءة هذا الكتاب على أشرطة كاسيت أو حتى حوسبتها لكي يتسنى له قراءتها! وكانت هذه العملية لا تفيد إلا في الكتب الصغيرة أو الدوريات فقط، وكان الأمر يشتد تعقيدا عند مطالعة معجم أو دائرة معارف أو موسوعة، إذ لا يمكن شراؤها بالكامل ولا يمكن سوى قراءتها في موضعها الموجودة به، وهو أمر مزعجا حقا، فكيف كان يتسنى للكفيف الاستعانة بمرافق يقرأ له في مكتبة عامة لأن ذلك قد يزعج الحاضرين من القراء الذين حضروا للاستفادة العلمية كذلك.

والآن، وبعد انتشار مواقع تحميل الكتب ونشر الموسوعات العلمية والأدبية والثقافية واللغوية وغيرها، بل ومواقع تبادل الملفات ومشاركتها على شبكة الإنترنت، صار اقتناء كتاب ما يبعد عن يد الكفيف بخطوة الضغط على زر واحد، بعدها يستطيع قراءة الكتاب بأكمله والاضطلاع على المعارف الإنسانية من غير حجب الناشرين أو غلاء سعر المؤلفات أو تذمر المرافق القارئ للكتاب، بل صار الكتاب طوعا للقراءة ليلا أو نهارا باستخدام الحاسب الآلي الذي صار مرافقا حميما للكفيف بل أضحى من الممكن تحميل الكتاب على ذاكرة إلكترونية محمولة أو مشغل MP3 وقراءته أثناء الانتقال من مكان لآخر أو في قاعة الدرس أو في أي مكان شاء صاحبه.

التعامل مع الرسائل الإلكترونية

وبنفس القوة التي غيرت بها الإنترنت طريقة نشر الصحف والكتب، غيرت أيضا طرق التواصل بين الناس، فاختفت الخطابات التقليدية التي كانت تمثل تحديا قاسيا بالنسبة للكفيف، فمن الممكن لأمي أن يطلب من الآخرين معاونته في كتابة وقراءة الخطابات، ولكن كيف يكون حال الكفيف المثقف المتعلم؟ كان الكفيف يتنازل عن جل علمه ومعرفته ومكانته العلمية والاجتماعية عندما يطلب من أحد المبصرين قراءة خطاباته وكتابة الردود عليها، فلم يكن ذلك ليحرمه من قيمته الإنسانية كونه متعلما ومؤهلا للقراءة والكتابة فحسب، وإنما كانت تسلبه خصوصيته كذلك، فماذا لو كان يريد قراءة خطاب أو الرد على رسالة بها معلومات مالية خاصة به؟ أو معلومات عائلية خاصة به؟

أما الآن، وقد بات الحاسب الآلي ناطقا، وصارت الإنترنت تحمل له كافة رسائله من خلال خدمات البريد الإلكتروني، لم يعد الكفيف في حاجة لتداول الخطابات التقليدية إلا فيما ندر، وساعتها، يمكنه كتابتها بالكمبيوتر وطباعتها ثم إرسالها، وعند استلام خطاب يمكن له مسحه ضوئيا باستخدام الإسكانر ثم قراءة ما بالخطاب من رسالة إليه. وباختصار، صارت الرسائل البريدية الإلكترونية تسد جل الفجوة بينه وبين العالم، فما عاد بحاجة لشراء طابع البريد، أو اصطحاب مرافق للتأكد من إسقاط الخطاب في صندوق المراسلات، إلى جانب عبء القراءة والكتابة وشراء المظروف، وانتظار الرد أياما طويلة!

نشَرها لكم: وائل زكريا

  • Currently 268/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
89 تصويتات / 1387 مشاهدة
نشرت فى 2 سبتمبر 2009 بواسطة blindplus

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

934,407