بعد طول تفكير قررت أن أطرح على حضراتكم بعض الأفكار التي دارت عند النقاش في شأن تطوير الخط البارز (برايل) باعتباره الخط العربي البارز الوحيد المعتمد في مدارس المكفوفين. كنت أشرف بتدريب نخبة فائقة من معلمي المكفوفين المكفوفين أيضا وقد طرحت بعض قضايا تنمية المكفوفين علميا واجتماعيا فتناولت قضية الخط البارز (برايل) وما أن بدأت الحديث حتى فوجئت بهجوم عارم من المؤيدين ومن المعارضين على السواء! فهجوم المعارضين غالبا كان متوقعا لأنهم فئة متقدمة في العمر تعودت على الخط التقليدي ولكن الغريب كان هجوم الشباب المؤيدين الذي اتخذ من تطوير الخط البارز موضوعا للسخرية أصلا بدعوى توغل التكنولوجيا الصوتية متمثلة في الحاسبات الآلية والمحمول والبرامج الناطقة في حياة كل كفيف. حاولت جاهدا في دقائق إلقاء الضوء على مدى أهمية تطوير الخط العربي البارز ليتلاءم مع تطلعاتنا التعليمية في المدارس والجامعات والمعاهد فطرحت سلسلة من الأسئلة كان من ضمنها:
- كيف يمكن إعداد مطبوعات ذات صلة بمجال الحاسب الآلي بالخط البارز مع العلم بافتقار هذا الخط للكثير من العلامات والرموز الواجب استخدامها في هذا المضمار؟
- كيف يتعلم المكفوفون الرياضيات في مدارس التربية والتعليم على رغم افتقار الخط العربي البارز للعلامات الرياضية الجبرية والهندسية؟
- ماذا فعل المكفوفون في العالم عند تناول هذه القضايا؟
كثير من الأسئلة تدور في ذهن المشتغلين بتعليم المكفوفين وغيرهم من المتخصصين أو الأفراد ذات الصلة ولكن لم ينجح حتى الآن أي منهم في وضع تصور كامل بخصوص تعديل وتطوير الخط العربي البارز. ومن هنا ناشدت مجموعة مختارة من معلمي المكفوفين المكفوفون لتبني هذا الأمر وتأسيس لجان فرعية لمناقشة العلامات الواجب التعامل معها ووضع التصور لإدراجها في هذا الخط.
نشَرها لكم: وائل زكريا
ساحة النقاش