هلا لاحظت وجود دليل إرشادي (كاتالوج) عند شراؤك لأي منتج سواء كان منتجا بسيطا مثل ساعة اليد والمنبه والمذياع والمسجل والمكواة والمروحة والكاميرا أو كانت منتجات ضخمة مثل الغسالات والثلاجات والبوتاجازات والتليفزيونات وأجهزة الكمبيوتر وملحقاتها؟ ألم تحتاج يوما ما لقراءة دليل استخدام برنامج ما من برامج الحاسب الآلي لكي تتمكن من استخدامه بصورة صحيحة؟ هلا قرأت يوما دواعي استعمال أحد المبيدات الحشرية التي اشتريتها وسبل الوقاية من أضرارها؟ ألم تحتاج يوما أن تطالع الأعراض الجانبية لعقار طبي قبل تناوله؟ ماذا لو لم يوجد دليل إرشادي لأي من الأدوات أو البرمجيات أو الأدوية والعقاقير؟ هل كان من الممكن لأي فرد التعرف على إمكانياتها أو شراؤها؟ هل كان من الممكن لمشتريها استعمالها بدون دليل إرشادي؟ بالطبع لا! إذن، من هذا الشخص العبقري الذي يكتب لنا الإرشادات والكاتالوجات والمطويات الإرشادية والنشرات التوعوية وغيرها؟

إنه الكاتب الفني أو الكاتب التقني، إنه هو الشخص المسئول عن كتابة وتأليف النشرات الإرشادية والكاتالوجات التي تصدر مع صدور أي منتج. والكاتب التقني هو كيان لشخص أو فريق عمل موجود في أي مصنع أو شركة أو مؤسسة إنتاجية يفحص المنتج ويدون سماته ومميزاته وعيوبه ودواعي استعماله وطرق التعامل معه والتدابير الواجبة عند استعماله وكافة المعلومات التي تساعد المستخدم على فهم طبيعة المنتج وكيفية التعامل معه. ولا يقتصر دور الكاتب الفني على تدوين هذه البنود عن أي منتج وإنما يسهم أسلوبه الراقي وسهل الفهم في إقناع العملاء بشراء المنتج، ويسهم تنظيم عناصر الدليل الإرشادي في فهم طرق استعمال المنتج، فعلى سبيل المثال ليس معقولا أن يبدأ الكاتب التقني بأساليب التعامل مع برنامج حاسوبي ما قبل أن يوضح لنا كيفية تثبيت البرنامج على نظام التشغيل الذي يدعمه، وليس معقولا أن يشرع الكاتب التقني في شرح جهاز معين إلا بعد ذكر الغرض الذي صُنِع هذا الجهاز من أجله، وما إلى ذلك.

هكذا، تعد مهنة الكاتب التقني من المهن المناسبة للمكفوفين تماما، ذلك لأنها لا تحتاج إلا إلى أسلوب لغوي ذا طبيعة معينة وفهم لسمات المنتج وكيفية التعامل معه، وهو الأمر اليسير إدراكه بالنسبة للكفيف، بل إن التميز اللغوي عند المكفوفين قد يبديهم عن غيرهم لشغر مهنة كهذه، فكل ما سيحتاجه الكفيف في هذه الحالة، أن تكون لديه مبادئ القدرة على التعامل مع الحاسب الآلي الذي سيتخدمه في كتابة المقالات التوصيفية وتصميمها.

نشَرها لكم: وائل زكريا

  • Currently 259/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
85 تصويتات / 4247 مشاهدة
نشرت فى 30 يوليو 2009 بواسطة blindplus

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

878,263