تعتبر الوسائل التعليمية للمكفوفين مكونا رئيسيا لبناء صرح العملية التعليمية بالنسبة لهم، فلا يقتصر دور هذه الوسائل على كونها وسائل للإيضاح وتنمية القدرات وإنما تمتد لتشمل الوسائل التي يكتب بها المكفوفون ويتعلمون المواد الدراسية الأساسية. فهناك أكثر من وسيلة يمكن للكفيف بها كتابة الخط البارز كأن يكتب من خلال لوحة الكتابة أو ما يعرف بالمكتبة التقليدية التي يستخدم فيها قلما مسماريا لثقب الورق، وقد يستعمل الآلة الكاتبة لأداء نفس المهمة. ولا تنتهي العملية التعليمية عند إتقان الكفيف لطريقة برايل في الكتابة، وإنما توجد طائفة كبيرة من الوسائل التي يستعملها المكفوفون في دراسة المهارات الحسابية مثل العداد الحسابي واللوحة الفرنسية ولوحة تيلار وغيرها.

وبتقدم العلوم الحديثة والرياضيات وطرق التدريس للمكفوفين نجحت أكثر من مؤسسة تعليمية في الغرب والشرق في ابتكار أدوات أخرى حديثة تساعد الكفيف على إتقان العلوم الهندسية والرسوم البيانية مما منح صلاحيات أكبر لكل من المعلم الذي يحمل على عاتقه التدريس للمكفوفين، ومنح صلاحيات أكبر لواضعي المناهج التي تدرس في مدارسهم، وجهات الاختبار والتقييم التعليمية وغيرها. وما من شك في أن أول مستفيد من هذه الوسائل التعليمية الناتجة عن الحركة التنموية المعاصرة هم المكفوفون أنفسهم، فلم يعد مستغربا أن يدرس الكفيف اللُغرتمات الحسابية والهندسية بطريقة غاية في السهولة واليسر، وبالتالي صار الحديث عن دخول الكفيف إلى معامل الكيمياء محط دراسة بعد أن أخضعت التكنولوجيات الحديثة أغلب العلوم البحتة للدراسة بطريقة يمكن للمكفوفين تناولها والتعامل معها من غير مشكلات بصرية كما كان الحال في الماضي القريب.

وإليك، قارئي العزيز، صورة حية من بعض الوسائل التعليمية التقليدية التي كان المكفوفون ولا يزالون يستخدمونها في مراحل التعليم الأساسي، تمهيدا لعرض وسائل أخرى أكثر تقدما وأكثر معاصرة في مقالات لاحقة، والآن تابع معنا بالصوت والصورة هذا الفلم عن
الوسائل التعليمية التقليدية للمكفوفين - من موقع (youtube.com) ولا تنسى معاودة الرجوع لهذه الصفحة ثانية بعد مشاهدة هذا الفلم المصور.

نشَرها لكم: وائل زكريا

  • Currently 224/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
77 تصويتات / 13731 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

943,456