عقَد مركز قَطر الاجتماعي الثقافي للمكفوفين يوم الأحد 12 إبريل لعام 2009، بالتعاون مع المجلس الأعلى للاتصالات، دورة تدريبية على برنامج قراءة شاشة الحاسوب (هال) الذي يمكّن الكفيف من التعامل مع برامج الكمبيوتر والإنترنت بشكل طبيعي مثل أقرانه المبصرين فيحول النصوص والرسائل إلى صوت ناطق، وشارك فيها نحو 7 من المكفوفين. وتأتي هذه الدورة ضمن سلسلة الدورات التي ينظمها المجلس الأعلى للاتصالات للمكفوفين في قَطر ومن بينهم مكفوفي مركز قَطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين. كما يوفر المجلس الأعلى للاتصالات البرامج والأجهزة التي تساعد المكفوفين على استخدام الكمبيوتر.

وأشار السيد حسن الكواري، رئيس مجلس إدارة المركز، إلى أن دورة البرنامج الناطق (هال) سيتم تنفيذها كتجربة لقياس مدى استفادة المكفوفين من البرنامج داخل مركز قَطر للمكفوفين بهدف تعميمه لاحقا على بقية المكفوفين إن أثبت الكفاءة المرجوة. وأوضح أن المجلس الأعلى للاتصالات سيكرر عقد دورات مماثلة في وقت لاحق لاستقطاب اكبر عدد من المكفوفين من المركز لمنحهم البرنامج والأجهزة مجانا. ورحب رئيس المركز بهذه الخطوة من قِبل المجلس الأعلى للاتصالات مؤكدا أنها ستفيد هذه الفئة التي حرمت نعمة البصر وتجعلها تتعامل مع تكنولوجيا المعلومات بشكل طبيعي كما هو الحال مع أقرانهم المبصرين. وأعرب عن أمله في أن يقوم المجلس الأعلى للاتصالات بشراء أكبر عدد من البرامج لصالح المكفوفين ضمن جهوده لتوفير التكنولوجيا للمبصرين وللمكفوفين على حد سواء.

وذكر رئيس المجلس أن برامج المكفوفين مكلفة إذ أن سعر برنامج (إبصار) وحده يتكلف نحو 5000 ريال بخلاف حساب سعر جهاز الحاسوب نفسه، وأن المركز وحده لا يستطيع توفير هذا البرنامج دون تعاون الشركات والمؤسسات الوطنية. وأعرب عن أسفه لأن بعض الشركات والمؤسسات الوطنية تعتذر عن تقديم الدعم والمساعدة لتدريب المكفوفين، إلا أن بعض المؤسسات، وعلى رأسها المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يتقدم بدعم مالي لمساعدة المكفوفين في مجال تقنيات المعلومات.

وقال السيد فاتح أبو حجلة، مدرب الدورة، أن هذا البرنامج يوفر الخصوصية للكفيف من أجل أن يتعامل مع جهاز الكمبيوتر بنفسه دون الاعتماد على الآخرين فيقوم البرنامج بنطق كل الأوامر التي يقوم بها الشخص أثناء استخدامه للكمبيوتر. وذكر أن الدورة التدريبية مدتها 3 أيام وتهدف إلى تعليم الكفيف كيفية التعامل مع برنامج (هال) الناطق الذي يحول كل النصوص على الشاشة إلى صوت مسموع بما فيها من رسائل إلكترونية حيث يقوم بقراءتها باللغة العربية. وذكر أيضا أن هذه التكنولوجيا موجودة منذ وقت بعيد في الغرب إلا أنها جديدة في البلاد العربية. وقالت الدكتورة حصة الجابر، الأمين العام للمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: "إننا في دولة قَطر تقع على عاتقنا مسؤولية ضمان استفادة كافة أفراد مجتمعنا من التكنولوجيا وليس حصرها في فئة معينة. وعلينا العمل والتكاتف سويا لتبديد الاعتقاد السائد بأن التكنولوجيا متوافرة فقط للعامة من الناس دون ذوي الاحتياجات الخاصة، بل علينا توعية المجتمع بأن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات إنما صنعت لمساعدة الإنسان على مجابهة التحديات وتخطي الصعاب، وهذه هي العدالة الإنسانية التي نبتغيها. إننا في المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نعتقد اعتقادا راسخا بأن حق المعرفة وربط الفرد بالمجتمع هما من الحقوق الأساسية لكل مواطن. إن توفير وصول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأشخاص ذوي الإعاقة يمنحهم الفرص ويمكنهم من تعويض أي عجز جسدي أو وظيفي." وأضافت قائلة: "إن هدفنا هو توسيع النفاذ والحصول على التكنولوجيا الملائمة لكل من يحتاجها على أرض قَطر وهو جزء من جهود دولتنا لبناء مجتمع أكثر عدالة. وللمساعدة في توجيهنا نحو تحقيق هذا الهدف، قمنا بتأسيس مجموعة عمل من الخبراء لوضع السياسات والآليات لتوفير التكنولوجيا اللازمة للأشخاص ذوي الإعاقة في قطر. وهذه المجموعة ستساعد على تذليل العقبات التي قد تحِد من دعم هذه الفئة بالتكنولوجيا التي ستمكنهم من تنمية قدراتهم ومهاراتهم للعيش باستقلالية وكرامة." وأشارت إلى أن موقع المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الإنترنت بات مجهز الآن للتصفح من قِبل الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والسمعية والحركية، وتأْمل أن تتبنى كافة الهيئات والمؤسسات الحكومية بدولة قَطر هذا النهج.

نشَرها لكم: وائل زكريا

  • Currently 223/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
75 تصويتات / 1578 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

943,467