قد لا أتعرض في هذا القسم إلى ذكر طرازات الماسحات الضوئية وقدراتها المتباينة على التقاط الصور الضوئية للجمادات المطلوب تصويرها أو مسحها ضوئيا، وإنما أتعرض للأنواع التقنية للماسحات الضوئية التي تختلف في تصميمها على نحو يلبي احتياجات مستخدميها، والأنواع المشهورة من الماسحات الضوئية تشمل:
الماسحات الضوئية المسطحة (flatbed scanner):
وهو نوع من الماسحات الضوئية يشبه إلى حد بعيد آلات تصوير المستندات التقليدية، فهو يحتوي على شاشة زجاجية توضع عليها الورقة أو الصورة المراد التقاطها على أن يمر راس الماسح الضوئي أسفل هذه الشاشة لتصوير المستند الموجود فوقها. ويعتبر هذا النوع أشهر أنواع الماسحات الضوئية لأنها ببساطة تمكن مستخدمها من إجراء المسح الضوئي لأحجام مختلفة من المستندات والصور علاوة على قدرتها على التقاط الصور ثلاثية الأبعاد. وتحتاج معظم الماسحات الضوئية من هذا النوع لمصدر ضوئي مستقل لكي تتمكن من تصوير الشرائح الشفافة وأشعة X وغيرها من الجمادات الشفافة، وإن قضى الأمر بتصوير كمية كبيرة من المستندات فقد يحتاج مستخدم هذا النوع لشراء دفّاع آلي (feeder) للمستندات لكي يتمكن من تصوير بضع صفحات بغير حاجة للزوم وضع كل صفحة يدويا على شاشة الماسح الضوئي.
الماسحات الضوئية الدفعية (sheet-fed scanner):
وهو نوع ثانٍ من أنواع الماسحات الضوئية ذاع صيطه في الآونة الأخيرة. وهذا النوع يشبه إلى حد كبير آلات إرسال الفاكس، بمعنى أن هذا النوع يقوم بسحب الورقة أو الصورة الممسوحة ضوئيا لكي تمر شيئا فشيئا أمام رأس الماسح الضوئي الذي يقوم بدوره بالتقاط الصورة المطلوبة بخلاف النوع الأول الذي يتم فيه تثبيت المستند وتشغيل الماسح الضوئي الذي يتحرك لالتقاط الصور. وغالبا ما تقوم طرازات هذا النوع بمسح ورقة تلو الأخرى يدويا، ومع ذلك فإن بعضها يقوم بإرفاق دفّاع آلي لمسح كميات كبيرة من المستندات بغير حاجة لتدخل بَشَري أثناء عملية المسح الضوئي. وعلى الرغم من عدم دقة هذا النوع في التقاط الصور ومسح المستندات ضوئيا بالمقارنة بسابقه نظرا لصعوبة التحكم في حركة الورقة الممسوحة ضوئيا، إلا أنه يوفر مساحة كبيرة من المكتب الموضوع عليه.
الماسحات الضوئية الشرائحية (Convenience scanner - slide scanner):
تتطلب بعض الجمادات الممسوحة ضوئيا إلى معالجة خاصة ودقيقة فمثلا تحتاج الصور الشرائحية إلى تمرير الضوء من خلال الصورة الملتقطة بدلا من مجرد عكس الظل الناتج عن تسليط ضوء عليها، فصغر حجم الشرائح يحتاج لدقة مسح ضوئي عالية للغاية وبمعنى آخر يحتاج للمزيد من العيون التي ترى الصورة الملتقطة. لهذا عكف مصنعو هذا النوع من الماسحات الضوئية على إنتاج ماسحات قد لا تقوم بمسح مساحة تزيد على 35 ميلي متر بدقة عالية للغاية إلا أن مثل هذه الماسحات الضوئية باهظة التكلفة مقارنة بالنوعين السابقين وعلى ذلك فإنها غير مستحسنة إلا لمن يحتاج حقيقة لتصوير كمية كبيرة من الصور الشرائحية بشكل دقيق.
الماسحات الضوئية الحشدية (drum scanner):
قبل انتشار الماسحات الضوئية المكتبية، كانت أغلب الصور يتم تحميلها إلى الحواسيب الإلكترونية عن طريق استخدام هذا النوع من الماسحات الضوئية. ونظرا لارتفاع أسعار الماسحات الضوئية من هذا النوع فضلا عن الصعوبات الفنية في تشغيلها، قد لا تتواجد هذه الماسحات الضوئية إلا في المؤسسات الضخمة لفصل الألوان حيث يقوم الفنيون بوضع الأوراق المطلوب مسحها ضوئيا على مكبس زجاجي يتم تدويره بسرعة عالية حول مجس مركزي يقوم بالتقاط الصور. وعلى الرغم من أن هذا النوع يعتبر أفضل أنواع الماسحات الضوئية وأدقها على الإطلاق وعلى الرغم من انخفاض أسعارها بشكل كبير إلا أنها تبقى باهظة الثمن بالمقارنة بالأنواع سالفة الذكر. ويبقى هذا النوع من الماسحات الضوئية متميزا باستخدامها لتكنولوجيا (PMT, photo-multiplier tubes) بدلا من تقنية (CCD, charge-coupled devices) أو (CIS, contact image sensors) المستخدمتان في الماسحات الضوئية التقليدية ولهذا تحتفظ باحترافيتها في أسواق المسح الضوئي المتخصصة.
الأدوات متعددة الوظائف (Multi-function devices):
وهي الآلات التي تجمع ما بين أكثر من وظيفة في آلة واحدة، كأن تجد إحداها يحتوي على ماسح ضوئي وطباعة وآلة تصوير مستندات وآلة فاكس، كلها في آلة واحدة! وهذا النوع يستغل الشاشة الزجاجية والرأس الضوئي في تأدية وظيفة الماسح الضوئي إلى جانب وظيفة تصوير المستندات وتصوير الفاكسات، كما يقوم المكان المخصص للكتابة على الورق بكتابة الصور الضوئية للمستندات لإتمام عمل آلة تصوير المستندات أو كتابة البيانات المستلمة من الحاسوب لأداء عمل الطباعة وما إلى ذلك. وعلى الرغم من قلة ثمن هذه الآلات إلا أنها لا تستخدم في المشروعات المكتبية بشكل كبير وإنما تصنف كأدوات تستخدم لإدارة المشروعات المنزلية أو المشروعات المكتبية التي لا تحتاج لكل هذه الوظائف بشكل أساسي.
كتبه لكم: وائل زكريا
ساحة النقاش