هل يعتني بك جيدا؟

فبالله عليك، أيهما أجدر بالعناية بالآخر؟

إنه يبدو بدينا بعض الشيئ!

فهذا النوع من الكلاب، أو بمعنى أصح، هذه الوظيفة للكلب لا تدعه ينطلق كما يريد بل يبقى رهن إشارة صاحبه الكفيف لمعاونته أثناء المشي في الشارع.

آه، إنه يدرك رائحة كلبي!

فكأنك تترك الحديث إلى صاحبك الكفيف وتبدي اهتماما مبالغا فيه بكلبه، فبعض المكفوفين يشعر بأن كلبه المرشد هذا من أخص خصوصياته مثل عصاه البيضاء وبرامجه الناطقة الخاصة به.

لقد مات كلبي العزيز، دعني أخبرك المزيد عنه.

فعبارات الأَسَى قد تصيب سامعها بالعدوى والخوف وعدم الاستقرار، ناهيك عن أن كلبه المرشد يمثل له أكثر من مجرد كلب يصطحبه في الطرقات، بل قد يألم لألمه كذلك.

تعودت أن أعطي الكلاب العمياء نقودا.

فليس من الوجاهة أو الحكمة أن تجاهر بذلك أمامه، وكأن الكلب الذي يصطحبه أفضل من صاحبه لأنه مبصر وأن الكلاب العمياء تستثير شفقتك وتعطيها نقودا! وعليه فإن سامعك يستثير شفقتك ويستحق المال أكثر من كلبه.

كم من الوقت يستغرق تدريبه؟

فهي عبارة متكررة ربما لا تهمك وقد لا يعرف صاحب الكلب إجابة عنها، فهو في حاجة للكلب لمرافقته بدلا من الاحتياج لمثلك، ومع ذلك فإنه ليس خبير كلاب!

كلبك مستمتع بالهدية التي منحته إياها!

وكأنك ترميه بالتقصير في حق الكلب، وأن الكلب ليس قانعا بصاحبه وهداياه، وعلاوة على ذلك، دع الكفيف يستشعر سعادة الكلب بنفسه ويخبرك بها وإلا فلا تذكرها هكذا!

أكاد أقطع بأنه أفضل أصدقاءك.

فقد يكون لسامعك أصدقاء مقربون إلى نفسه، ولا تنسى أنك بذلك تقدح في مصداقية صداقتك له، فأيهما أقرب صداقة: أنت أم الكلب؟

كيف يعرف أنك تريد عبور الطريق؟

قلت لك أنك لا بد وأن تقلع عن التدخل في شئونه  الخاصة، مثل كيفية فعل الأشياء، وكيفية قضاء وقت الاستمتاع، فهي مسائل حساسة وخاصة بصاحبها فقط، وإن كنت حقا من أصدقائه فإنك ستعرف الإجابة عن مثل هذه الأسئلة الشخصية جدا

يا إلهي! أليس صابرا عليك؟

فمن ذا الذي يصبر على صاحبه، صاحب عقل أم صاحب بصر؟ تريث وحافظ على لسانك من الزلل، فالمكفوفين أكثر الناس فصاحة وقد يصيبك منه قولا لا يدعك تنام ليلة هانئة!

نشَرها لكم: وائل زكريا

  • Currently 270/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
90 تصويتات / 1358 مشاهدة
نشرت فى 1 سبتمبر 2009 بواسطة blindplus

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

935,914