وهو برنامج يعمل في ظل نظام التشغيل ويندوز، كل مهمته تحويل الملفات النصية سواء كانت مستندات وورد أو صفحات HTML أو ملفات نصية من أي نوع مشابه إلى ملفات خاصة مشفرة تحتوي على نفس المحتوى بطريقة برايل ومن ثم إرسالها لطابعة الخط البارز ليخرج لنا النص المحوسب في صورة كتابة بارزة مطبوعة على ورق مثقول. ولا يكتفي داكسبري بأن يقوم بتحويل الخط العادي إلى خط بارز بسيط وإنما يستطيع كذلك التحويل إلى برايل الدرجة الثانية أو ما يعرف بالخط البارز باختصارات، ولم يكتفي مطورو البرنامج بذلك بل أضافوا له أبعاد جديدة ومبتكرة في تناول الخط البارز من عدة زوايا، أهمها إمكانية طباعة الحروف العادي والرسم الخطي التقليدي بالخط النقطي البارز وهذا ما يستفيد منه قطاع عريض من حديثي فقد البصر الذين لا يجيدون طريقة برايل وإنما يمكنهم التعرف على الحروف العادية إن كانت مطبوعة بخط بارز، ويتطور البرنامج بشكل مستمر ليتضمن المزيد من اللغات بخلاف لغته الأم وهي اللغة الإنجليزية، فيمكن لهذا البرنامج طباعة برايل باللغة العربية والفرنسية والإيطالية والماليزية والمجرية وغيرها عشرات اللغات التي يستخدم مكفوفيها كتابة برايل في التعليم والحياة العامة.
ولا تقف إفادة البرنامج عند المكفوفين، وإنما يستفيد منه كذلك العديد من الفئات الأخرى مثل مدرسو المكفوفين المبصرون، والموظفون القائمين على طباعة برايل في المؤسسات المختلفة، هذا إلى جانب قدرة أي شخص أيا كانت قلة معرفته بكتابة برايل على طباعة هذا الخط البارز من أجل المكفوفين، فيمكن لأي فندق أو مطعم أو مستشفى أو جهة إدارية طباعة أية قوائم أو نشرات أو دوريات أو طباعة أي مطويات بطريقة برايل من غير حاجة لشراء خبرات متخصصة في هذا المجال، فيكفي استعمال البرنامج لتأدية مثل هذه الأغراض.
كما أن البرنامج مزود بآليات تحويل الخط العادي إلى برايل في العديد من المجالات مثل خطوط النوتة الموسيقية وخطوط كتابة العلامات الرياضية والجبرية والإحصائية والحاسوبية وعلامات التشكيل العربية وعلامات الخط الخاصة بالمصحف الشريف، ولهذا فإن داكسبري يلبي كافة الاحتياجات المطبعية التي يحتاجها المكفوفون بدأً من النصوص التقليدية والأشكال الهندسية البسيطة والخطوط المتخصصة إلى أن يصل بنا إلى الجداول والخرائط الجغرافية، هكذا يبقى الحاسب الآلي في خدمة الإنسان، وتبقى العقول المبدعة في إنتاج مستمر وهادف للبرمجيات التي تساعد الإنسان، فكيف كان حال الخط البارز قبل تبني الحاسبات الآلية له؟ سؤال يعرف إجابته كل متأمل وكل باحث في مجال خدمة وتأهيل المكفوفين.
نشره لكم: وائل زكريا
ساحة النقاش