التحاق هيلين كيلار بكلية رادكليف
بعد تخرجها من مدرسة كامبريدج للفتيات التي كانت قد التحقت بها سنة 1896، التحقت هيلين كيلار بكلية رادكليف في خريف عام 1900 لتصبح بذلك أول كفيفة وصماء على الإطلاق تلتحق بإحدى مؤسسات التعليم العالي. لم تكن الدراسة في كلية رادكليف أمراً سهلاً بالنسبة لهيلين وآن، حيث كانت للكمية الضخمة من الأعمال التي كانت تقوم بها آن أثرها في إضعاف قدرتها على الإبصار. وأثناء فترة دراستها في الكلية بدأت آن في الكتابة عن حياتها بطريقة برايل وكذلك بالخط العادي. في الوقت ذاته، التقت هيلين وآن بالسيد جون ألبيرت ماسي والذي ساعد هيلين على نشر كتابها الأول "قصة حياتي". ولم يحقق هذا الكتاب الذي نشر سنة 1903 مبيعات جيدة في بداية الأمر، لكنه فيما بعد أصبح رائعة من روائع الأدب. وفي الثامن والعشرين من شهر يونيو عام 1904، تخرجت هيلين من كلية رادكليف لتكون بذلك أول كفيفة صماء تحصل على باكلوريوس في الآداب. توطدت علاقة هيلين وآن بجون ماسي بدرجة كبيرة إلى أن تزوج جون من آن في شهر مايو عام 1905 ليتغير اسم الأخيرة إلى آن سوليفان ماسي. عاش الثلاثة سويا في منزلٍ كائنٍ بمدينة رانثام في ولاية ماستشوستس، وخلال تلك الفترة، قدمت هيلين كتابها "العالم الذي أعيش فيه" معبرةً فيه –ولأول مرة- عن ما يجول بخاطرها بشأن العالم المحيط بها. كما قام جون في ذلك الوقت بمساعدتها على تكوين رؤية جديدة ومتفتحة نحو العالم. وقد اقتحمت هيلين كيلار عالم السياسة بانضمامها إلى الحزب الاشتراكي الأمريكي في ولاية ماستشوستس في عام 1909. ولم تكتفِ بذلك، بل أصدرت كتابها الشهير "أضواء في ظلامي" الذي يتضمن عدة مقالات تتحدث فيها عن الاشتراكية. وقد كان لهذا الكتاب أثره البالغ في زيادة شعبية هيلين ورفع شأنها في المجتمع، حيث أصبحت أفكارها السياسية واضحة للجميع.
نشَرها لكم: وائل زكريا
ساحة النقاش