لا شك أن طرح الأسئلة البناءة والرد عليها قبل اتخاذ أي قرار يعد بمثابة درع واق ضد صدمات المفاجأة وصدمات البغتة، لهذا يجب عليك وضع قائمة بردود الأفعال تجاه أهم الاستفسارات التي قد تؤثر على اتخاذك قرارا بحضور حفل ما أو المشاركة في ماراثون ما أو حتى الذهاب للتسوق، فإن كنت على موعد لمقابلة صاحب عمل تسعى لإقناعه بقدراتك المهنية لا تتردد في أن تصطحب معك من الوسائل التعويضية ما يغنيك عن طلب المساواة وأنت أعزل لا تملك من أدواتك شيئا، ولا تتردد في اصطحاب مرافق إن كانت المقابلة في مكان غير مألوف لك حتى لا تطلب مساعدة إضافية من صاحب العمل يحكم بها عليك ساعتها بالضعف وقلة الحيلة. ولا تتردد في أن تكتسب بعض المهارات التي يقلقل فقدانها ثقتك بنفسك، فلا تتردد في أن تقبل دعوة على العشاء لأنك في حقيقة الأمر تصاب بالحرج من عدم قدرتك على تناول الطعام بشكل أنيق كما يفعل بعض الناس، بل تعلم كيف تفعل ذلك، وإلا فتعلم كيف تتجاهله، ولكن لا يثنيك حرجك وقلة ثقتك في مثل هذا الموقف عن قبول الدعوة لأصدقائك بتناول وجبة سريعة خارج المنزل أو توجيه الدعوة لهم سواء بسواء.
وترى إيدِل جريجوري، المعالجة والمستشارة النفسية باسكُتلاندا، أن أول خطوة على طريق بناء الثقة بالنفس هي "ألا يحمّل الشخص نفسه عبء أن يكون دائم الثقة بنفسه." كما يجب ان يعلم أنه إذا كان هناك مواقف تهتز فيها ثقته بنفسه، فثمة مواقف أخرى يتميز فيها بالثبات والثقة بالنفس أكثر من غيره. "واعلم أن أكثر الناس ثقة وثباتاً لا تخلو حياتهم من القلق حيال موقف بعينه، ولا عيب في ذلك على الإطلاق". كما تنصح جريجوري بأن يعد كل شخص قائمة بالمواقف التي تخونه فيها ثقته بنفسه وتحديد ما ينتابه من شعور عند مواجهة مثل هذه المواقف، فمثلا، هل تهتز ثقته بنفسه عند ركوب أي حافلة بصفة عامة؟ أم يحدث ذلك عند ركوب حافلات بعينها دون أخرى، هل تهتز ثقته بنفسه عند أي دعوة على الطعام؟ أم يحدث ذلك فقط مع أنواع معينة من الناس؟ وهكذا، ثم ليعد كل شخص ردود الأفعال الممكنة لهذه المواقف بشكل مسبق حتى يتجنب الوقوع في الحرج أو الاضطراب.
نشَرها لكم: وائل زكريا
ساحة النقاش