استقل صديقنا الكفيف كعادته إحدى حافلات الأجرة التي تنقله من أمام منزله إلى مقر عمله بإحدى مدارس التربية والتعليم حيث يعمل معلما بهذه المدرسة. وما أن استقر جالسا في مقعده حتى تحرك تليفونه المحمول من جيبه فقد خرج جزء منه بدا أنه يدعو نشالا يجلس خلف صديقنا الكفيف. وتسلل النشال بيد رقيقة هادئة، ولكن الزحام المميز لهذه السيارات لم يساعده على التقاط التليفون من جيب الكفيف. فانتظر المجرم إلى أن قل الركاب إلى حد يسمح له بسحب التليفون من جيب ضحيته. وبلهفة المجرم، ورقة يده، وسرعة أنامله التقط التليفون من جيب المعلم فعلا.

فور التقاطه التليفون المحمول، أسرع النشال لفتح القفل الخاص بالمفاتيح بالضغط على مفتاح السهم الأيسر مع علامة النجمة (*) وعلى الفور سمع النشال والركاب جميعا بما فيهم المعلم الكفيف صوت التليفون يعلم ماسكه بفتح قِفل لوحة المفاتيح، فارتبك النشال وتصلبت عروق جسمه وأدرك أنه لا محالة مساق لقسم الشرطة، والتفت الكفيف لجيبه فلم يجد تليفونه فدعى النشال بسرعة ولهفة "هات التليفون ده ..." فرد النشال التليفون على الفور من غير أي مقاومة.

ولما سأل الكفيف الرجل الذي نشَله عن سبب أخذه للتليفون من جيبه، قال النشال ببلاهة مَن لا حجة له: "كنت بتفرج عليه وهرجعه تاني" واستطرد "بس أيه الصوت ده يا شيخ؟" فالتفت الركاب جميعا لسؤال النشال وأخذوا يتساءلون عن الصوت الذكي الذي أعلم صاحب الهاتف به، ولم يهتموا بعقاب النشال! يا لها من مفارقة غريبة!

إنه قارئ الشاشة الناطق الذي يستعمله الكفيف في التعامل مع تليفونه المحمول هو المرشد الأول والدال الأذكى على محاولة نشل التليفون!

نشَرها لكم: وائل زكريا

c

  • Currently 200/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
64 تصويتات / 1506 مشاهدة
نشرت فى 6 إبريل 2010 بواسطة blindplus

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

870,591